دراسات مسرحية متخصصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسات مسرحية متخصصة

عرض دراسات متنوعة وموضوعات في الدراما والنقد المسرحي العالمي والمحلي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المسرح الغير تجاري في نيويورك ( مسرح الهواة )- أمريكا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد صقر

احمد صقر


المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/03/2011
العمر : 64
الموقع : الإسكندرية

المسرح الغير تجاري في نيويورك ( مسرح الهواة )- أمريكا Empty
مُساهمةموضوع: المسرح الغير تجاري في نيويورك ( مسرح الهواة )- أمريكا   المسرح الغير تجاري في نيويورك ( مسرح الهواة )- أمريكا Emptyالإثنين مارس 14, 2011 3:46 am

المسرح الغيرتجارى فى نيويورك- أمريكا
(مسرح الهواة )
الأستاذ الدكتور/ أحمد صقر- جامعة الإسكندرية
=====================

لماذا نتحدث عن المسرح الأمريكى خارج برودواى وبالتحديد فى نيويورك ؟ وهل هناك أوجه للتشابه أو الاختلاف بينهما ؟
إن الحديث عن المسرح الأمريكى لدى كثيرين من المهتمين بالحركة المسرحية الأمريكية يعنى برودواى . إلا أن الحركة المسرحية فى نيويورك لا تقل أهمية عن برودواى بل وتتفوق عليه فى كثير من الأحيان ، ذلك لأن مدينة نيويورك تعتبر المركز الحقيقى للإنتاج المسرحى الأمريكى. غير أن كثير من الناس يهتم ويذكى برودواى بلافتات النيون والتألق الزائف، وبالبهجة التى تحجب الضحالة أو الخواء . كل هذا جعل من مدينة برودواى بمسارحها التجارية مدينة المسرح فى أمريكا بدون منافس.
على أننا نتساءل عن طبيعة المسرح خارج برودواى ؟ هل يقل مكانة وتميز وتحضر عن المسرح التجارى فى برودواى أم لا؟
إن ما أعنيه بالمسرح غير التجارى خارج برودواى إنما يتمثل فى المسارح الواقعة فى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وهى بطبيعة الحال من نوع مسرح الهواة غير التجارية . وإن كنت أقول أن المسرح الأمريكي عرف النوعيين فإننى أقول أيضاً أننا قد لا نجد تباعداً بينهما بقدر ما نلقى تداخل كبير بين النوعين ، فمثلاً كثيراً ما تمول الفرق المحترفة بطريقة أو بأخرى كما يحدث فى كثير من الأحيان أن تستخدم فرق الهواة مخرجين محترفين بل وممثلين محترفين فى أحيان أخرى .
على إننى وإن كنت أرى فى ذلك تقارباً أكثر منه تباعداً فاذكر:
هل تتبنى المسارح التجارية فى برودواى مؤلفين يختلفون عن المسارح غير التجارية؟
وارد على ذلك فأقول أن برودواى قدمت مسرحيات لبرناردشو، وبريخت وكامى، سارتر. كما لا ينبغى أن تنسى أن خارج برودواى قدمت مسرحيات لاندرسون، وأجاناكريستى، وبورتر، وتينسى ويليامز ثم نجد أسماء لنجوم كبار يمثلون خارج برودواى وإلى هنا لا نجد اختلاف قاطع وحاد بين الجانبين وإن كنت أرى فوارق واضحة جداً واختلافات خطيرة بين المسرحيين أولهما أن مسارح خارج برودواى تنتج مسرحيات طليعية وهو ما تعجز عنه برودواى فى تقديمه – وإن كانت هذه المسرحيات الطليعية من ذات الفصل الواحد تنتج خارج برودواى وتحقق نجاح فربما يعود السبب فى ذلك إلى تبنى المنتجين لهذا النوع من الأعمال الأقل نفقات وهو ما يساعد المنتجين على المجازفة لعرض مثل هذه المسرحيات الطليعية إلى جوار التراث القديم الممثل فى أعمال يوربيديس، وارستوفانيس، وتشيكوف وابس، وبيرانديللو. وهذا إما تعجز عنه برودواى، وإذا فعلت فلابد وأن يكون بهذا العمل نجم معين لامع أولاً العمل مستورد من انجلترا أو الاثنين معاً .
الحركة المسرحية خارج برودواى :
إن الحركة المسرحية خارج برودواى مليئة بالحياة وتبشر بمستقبل باهر فقد عرفنا من قبل خلال الأربعين أو الخمسين سنة الماضية بضعة مسارح خارج برودواى كمسرح بروفنس تاون، ومسرح واشنطن سكونير، ومسرح سيفيك، وغيرها مما أسهمت بنصيب وافر فى المسرح الأمريكى، ولكن ها زادت فى السنوات الماضية عدداً ومجالاً، حتى إنه ليحتمل أن تكون المسارح التى تعمل خارج برودواى أكثر عدداً من المسارح التى تعمل فيها، وهذه المسارح مجتمعة تمثل ملحقاً هاماً لبرودواى.
الفرق المتجولة:
من الصعب أن تذكر جميع أسماء الفرق المسرحية كل على حدة لأنها تجئ وتذهب، وحتى الآن لم تستقر إحداها فى مكان واحد. وكل ما نقوله هنا أن نشاطها كان ينحصر فى الساحل الشرقى حيث كانت الفرقة تقضى أيامها فى أكثر من مدينة لعرض إنتاجها، إلا أن هذه الفرق واجهت مشكلة التمويل والإنفاق مما اضطرها إلى الإنكماش بسبب الزيادة المطردة فى جميع النفقات. ولا نستطيع الإدعاء أن مثل هذه الفرق قادرة على تقديم مسرحيات ناجحة، ولن يحدث هذا إلا فى حالة وجود عدد كبير من الممثلين وقاعة مسرح كبيرة تمكن الفرقة من تغطية التكاليف بعد بيع عدد كبير من التذاكر.
أما عن قائمة المسرحيات التي أدتها هذه الفرق فهى كبيرة جداً ، إذ أنها تشمل مسرحيات من أعمال شكسبير، وجونسون، وابسن، وتشيكوف وأونيل، وأوكاسى، وويليامز، وميللر، وبالإضافة إلى مسرحيات للكتاب المسرحيين الذين يكتبون للخاصة مثل سارتر، وجويس وبرانديللو، وبيكيت ، ويونسكو.
تكنيك الإخراج فى هذه المسرحيات
من الأمور التى نذكرها بالتقدير للفرق المتجولة ، وللمسرح خارج برودواى عموماً ، أن المسرحيات الكثيرة تميزت بالإخراج الدقيق والأداء الرفيع والمستحدثات الفنية المثيرة، وبينما نجد أن مزايا المسارح خارج برودواى لا يرقى إليها شك، إلا أنه ليس من اليسيران نقول أنها نافست مسارح برودواى أو المسارح التى تقع خارجها على نفس المستوى.
ومن الناحية الفنية تتفوق مسارح برودواى على المسارح الأخرى دون أدنى شك. وبالرغم من أن مسارح برودواى قديمة وليست معدة الإعداد الكافى، إلا أنها توفر كل ما يتطلبه الإنتاج ووسائل الراحة التى يتوقعها النظارة والتى لا يجدونها فى المسارح التى تقام فى الأدوار السفلى أو أسطح المنازل أو قاعات الاحتفالات فى الفنادق والكنائس ويتجاوز الإنسان وهو راض على أشياء كثيرة ليشاهد مسرحية غير عادية إذا قدمت بطريقة حيوية .
كيف تستطيع المسارح خارج برودواى ممارسة نشاطها؟
إن هذا السؤال غالباً ما يدور فى أذهاننا ونحن نستطلع تاريخ المسرح الأمريكى لنصل إلى هذه الجزئية وكيف يمكن لهذه الفرق المتجولة أو حتى مسارح الشباب والعمال من الهواة أن يقدمون عروضهم وسط هذه الظروف الاقتصادية التي تحصل مسارح برودواى لا تعانى أية ضغوط ، والأمر يأتى مختلفاً مع هذه المسارح وهنا نتعرف على الرد.
إن هذه المسارح لا تعتمد على نفسها مادياً ، وتعتمد فى بقائها أحياناً على كرم بعض الأثرياء . ولكنها مضطرة لأن تعتمد أساساً على التبرعات غير المباشرة، وهى تتمثل فى الإيجارات المخفضة التي يمنحها إياها أصحاب الأملاك عندما تستأجر منهم إدارة المسرح عقارات لا يقبل على استئجارها أحد، وتغاضى النقابات المسرحية عن بعض مطالب أعضائها كعدم التمسك بالحد الأدنى للأجور مثلاً، وتنازل الكتاب المسرحيين عن بعض أنصبتهم فى الأرباح، واستعداد ممثلين كبار أن يتقاضوا أجوراً رمزية لمدة محدودة يقومون خلالها بأداء أدوار محببة إليهم . وفى وسط هذه الظروف لا نستطيع الإدعاء بأن الفرقة المتجولة تنشد الربح من هذا المشوار. على أن بعض المشاكل تأخذ فى النمو مثل ارتفاع تكاليف الإنتاج المسرحى. كل هذا جعل منتجى برودواى يتجهون إلى إنتاج بعض المسرحيات التى يعجبون بها خارج برودواى فى مقابل تخفيض الإنفاق وتقليل المرتبات وكذا الأموال التى كانت تدفع لنجوم كبار – كل هذا شجعهم على الاتجاه إلى الإنتاج خارج برودواى وقد كان هدفهم من كل هذا هو المساعدة فى تثقيف النظارة ، وخلق الطلب على مسرحيات أفضل وإنتاج أرفع.
من هم عناصر مسرح الهواة :
من بين العاملين فى مسرح الهواة فئة من الهواة يزاولون نشاطهم لمجرد حبهم لهذا النشاط . وفئة أخرى من الهواة الذين ينقصهم – المران والموهبة، وبديهى أن الفئتين منعزلتان عن بعضهما البعض تماماً . إن عدد مجموعات الهواة التى تشترك فى أداء المسرحيات بصفة دائمة تقريبية ، تبلغ حوالى 25000 مجموعة أو يزيد . أن صح هذا الرقم وكان متوسط عدد المسرحيات التى يؤدونها فى العام الواحد يبلغ حوالى عشرة مسرحيات يكون المجموع الكلى للمسرحيات التى تقدم سنوياً حوالى 250000 مسرحية ، وإن كان متوسط عدد المشاهدين فى كل مرة مائة شخص ، أصبح عدد المشاهدين الذين يشاهدون مسارح الهواة حوالى 50000000 شخص ، أى عشرة أمثال عدد المشاهدين الذين يشاهدون المسارح التجارية.
تتضمن مجموعات الهواة كل نوع من أنواع الهيئات الاجتماعية تقريباً :
الجامعات، والمدارس، والكنائس، ونقابات العمال، والجمعيات التى تستهدف الربح، منظمات الشباب، وأندية من كل نوع، والسجون ، وجمعيات تضم بين أفرادها مجموعات من أجناس مختلفة.
تختلف المسرحيات التي تقدمها هذه الهيئات عن بعضها اختلافاً بيناً – وتحتوى قوائم مصنف إحدى الوكالات المسرحية التى تؤجر حق أداء مسرحيات الهواة حوالى ثلاثة آلاف عنوان لمسرحيات مختلفة تنقسم بدورها إلى مجموعات فرعية تحت عناوين مختلفة مثل مسرحيات كاثوليكية، صينية، عيد الهالووبين، المدارس الثانوية، نسائية، ميلو درامات، زنجية ... إلخ وقد كتب اغلب هذه المسرحيات فى خلال الستين سنة الماضية، لأن مدة حق الأداء ست وخمسون سنة فقط، ويعنى ذلك أن أى مسرحية كتبت ومر عليها هذا التاريخ سقط عنها حق الأداء ، ويمكن أداؤها بدون مقابل والحصول على إذن.
لماذا تقدم مسرحيات الهواة ؟
تتعدد الأسباب وراء تقديم الهواة لمسرحياتهم . فبينما يعمل الذين ينظمون ويشاركون فى مسارح الهواة بدافع اهتمامهم بالمسرح ، فهناك دافع ثانوى أو مكمل، فالمدارس والكليات تنتج المسرحيات لما لها من قيمة ثقافية وتربوية، فضلاً عن قيمتها الترفيهية. وأحياناً تكون المسرحيات جزءاً من المقررات العملية . وتميل الجماعات الدينية إلى إخراج مسرحيات تعمل على تنمية روح التقوى بين الناس ، بينما تقدم مجموعات الأجناس البشرية المختلفة مسرحية تعمل على تأكيد صفاتها الخاصة واستمرار بقاء تقاليدها، وتنتج جماعات كثيرة المسرحيات المختلفة بقصد جمع الأموال، إما للعمل على تقدم أوجه النشاط المختلفة التى تزاولها أو لأغراض الخير. ولما كانت تكاليف إنتاج مسرحيات الهواة بسيطة، فإن الهيئات المشرفة عليها تحقق أحياناً مكاسب كبيرة. وغالباً ما يكون إنتاج المسرحيات مجرد نوع من النشاط الاجتماعى والترفيهى.
المستوى الفنى لمسرح الهواة :
أما عن طبيعة المستوى الفنى لمسرح الهواة فنستطيع أن نتعرف عليه إذا ما تعرفنا على طبيعة العاملين بفرق الهواة فهم أناس ليس لديهم أطماع مهنية أو ميول خاصة للمسرح، فليس من المستغرب إذن ألا يكون المستوى العام مرتفعاً بما فيه الكفاية. ومن غير المحتمل أن نتوقع أن طلبة المدارس الثانوية والموظفين العموميين من الرجال والنساء أو موظفي شركات التأمين لا يقومون بأداء المسرحيات إلا ليشاهدها أصدقاؤهم ومشجعوهم ولا يعنى أن هذا النشاط عديم الجدوى أو يدعو للرثاء . بل على العكس ، فتلك المسارح لا تخدم فقط ملء وقت الفراغ للقائمين بها بطريقة تنمى روح العمل الجماعى والتعبير عن النفس، ولكنها تساعد أيضاً، ولو إلى حد ما على استمرار بقاء المسرح.
وفى كفة الميزان الأخرى، يوجد عدد كبير من مسارح الجامعات ومسارح المجموعات السكانية أو مسارح صغيرة تتمتع بمستوى رفيع فى انتقاء وأداء المسرحيات. وتقوم جامعات كثيرة بدراسة مقررات كاملة فى الدراما تشتمل على دروس فى التمثيل والغناء والإخراج وكتابة المسرحيات. وأحياناً يكون بين الطلاب من يقوم بإنتاجها ، وكثيراً ما يجد بعض أعضاء هيئة التدريس أنفسهم مضطرين لأداء الأدوار الكبيرة فى المسرحيات.
إلا أن الحقيقة المؤسفة أن المسرحيات التى تقدمها الكليات ومسارح الأحياء لا تجد من يشجعها التشجيع الكافى لما يعوزها من موهبة ومهارة ولأسباب خارجة عن نطاق المسرح ذاته. ومن بين هذه الأسباب أن سيكولوجية النجاح تسيطر على عقلية الجامعيين أيضاً، وعلى الرغم من أن المسرحيات الجامعية لا تتعرض لأى أخطار مادية، إلا أن مخرج المسرحي الجامعية يميل إلى تقديم مسرحيات برودواى الشهيرة، بدلاً من تقديم المسرحيات التجريبية ذات الإقبال المحدود والتى لم تثبت وجودها فى عالم المسرح بعد.
وفى الواقع ليست هناك فجوة عميقة بين المسرح التجارى ومسرح الهواة، وعلى الرغم من أن لكل منها صفاته الخاصة به ، إلا أنهما يتشابهان إلى حد كبير فى المميزات والعيوب ، وأنهما يكملان بعضهما البعض، وكلاهما جزء من ذلك المركب الغريب المعروف باسم المسرح الأمريكي.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المسرح الغير تجاري في نيويورك ( مسرح الهواة )- أمريكا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسرح التحريضي في أمريكا
» المسرح السياسي في أمريكا .
» صيغ وأشكال من المسرح السياسي في أمريكا
» نماذج من كتاب المسرح السياسي في أمريكا
» مسرح سياسي أم مسرح تسييس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دراسات مسرحية متخصصة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: