دراسات مسرحية متخصصة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دراسات مسرحية متخصصة

عرض دراسات متنوعة وموضوعات في الدراما والنقد المسرحي العالمي والمحلي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القضية الفلسطينية في المسرح المصري والعربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد صقر

احمد صقر


المساهمات : 66
تاريخ التسجيل : 06/03/2011
العمر : 64
الموقع : الإسكندرية

القضية الفلسطينية في المسرح المصري والعربي Empty
مُساهمةموضوع: القضية الفلسطينية في المسرح المصري والعربي   القضية الفلسطينية في المسرح المصري والعربي Emptyالسبت مارس 19, 2011 7:17 am

القضية الفلسطينية فى المسرح المصرى والعربى
(قراءة في نصوص مصرية وعربية)
الأستاذ الدكتور /أحمد صقر- جامعة الإسكندرية
=================

مما لا شك فيه أن الشعب الفلسطينى قد تحول منذ خمسون عاماً –ويزيد- من حالة المواطنة والإستقرار إلى حالة اللجوء والشتات، وكلمح البصر سقطت أمال الإستقلال الوطنى والمستقبل الحر، لتطغى عليها حياة البحث عن الوطن السليب المغتصب .. فمن وجهه نظرى أنه حتى محاولات التفاوض السلمية بين الفلسطينين واليهود فى شكل معاهدة السلام الأخيرة والتى أسفرت عن حصول الفلسطينين على مدينتى (غزة وأريحا) هى معاهدة سلام زائفة وإن كانت ناجحة على مستوى الشكل وذلك بإعتراف دولة إسرائيل بوجود كيان مستقل لدولة فلسطين متمثل فى مدينتى (غزة وأريحا) إلا أن معاهدة السلام تلك زائفة من حيث المضمون بدليل محاولات الإستفزاز الدينى والوطنى التى يتعرض لها الفلسطينيون بشكل خاص والعرب والمسلمين بشكل عام والمتمثلة فى :
- أن يكون الحكم الذاتى الفلسطينى خاضعاً للسيطرة والتقييد من قبل دولة إسرائيل.
- أن تنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس أحد المدن المقدسة بأرض فلسطين تأكيداً من الولايات المتحدة الأمريكية بشرعية دولة إسرائيل لهذه الأرض.
- أن تقوم قائمة بعض الجماعات اليهودية الصهيونية المتعصبة والمتشددة بإعلان إستياءها وثورتها على قيام سلام بين دولة إسرائيل ودولة فلسطين والذى أسفر عن إغتيال " إسحق رابين" رئيس وزراء إسرائيل وذلك بإعتبار أنه بتلك السياسة السلمية بين فلسطين وإسرائيل قد فرط فى جزء كبير من أرض الميعاد ومن شكل الخريطة الوطنية الدينية التى وضعتها قيادات الحركة الصهيونية فى التوراه (قيام دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات)


- كل ما سبق كان من الضرورى أن ينعكس على مسرحنا المصرى والعربى فمنذ الوهلة الأولى لقيام حرب 1948 وحدوث القضية الفلسطينية بدأ الكثير من الأدباء والمفكرين وكتاب المسرح العربى فى محاولة التعبير عن تلك الأزمة التى تمس الكيان والوطن العربى من خلال أعمالهم الأدبية محاولين طرح بعض الحلول لتلك القضية التى هزت كيان الدولة العربية " القضية الفلسطينية" والتى حاول الكثير من كتاب المسرح منذ عام 1948 وحتى الآن أن يعالجوا تلك القضية التى إستمرت أكثر من خمسون عام وحتى الآن حاملين فى إعتبارهم أنها ليست قضية إحتلال دولة لدولة بل أنها قضية أمه عربية إسلامية بأكملها، من هنا جاءت أعمالهم المسرحية لتعكس محاولات مختلفة لحل تلك القضية ومن أهم هؤلاء الكتاب سواء على مستوى مصر " محمود دياب" ، " الفريد فرج" وحديثاً " لينين الرملى" وعلى مستوى الوطن العربى " سعد الله ونوس" ، " معين بسيسو" وفيما يلى سوف نحاول أن نعرض لبعض الأعمال المسرحية التى عالجت تلك القضية .
كيف عولجت القضية الفلسطينية على مستوى المسرح المصرى:
مما لا شك فيه أن هناك الكثير من الكتاب المسرحيين فى مصر قد تعرض لمحاولة علاج القضية الفلسطينية من خلال أعمالهم المسرحية وسوف نكتفى بتقديم وعرض ثلاث مسرحيات مصرية حملت لواء تلك القضية وطرحت من خلالها محاولة لوضع حلول لهذه المأساة الوطنية، وإن إختلفت فى شكل المعالجة، هذه المسرحيات هى : الغرباء لا يشربون القهوة- النار والزيتون – بالعربى الفصيح.
الغرباء لا يشربون القهوة : للكاتب محمود دياب
يعرض المؤلف من خلال هذه المسرحية قصة رجل إعتاد أن يجلس يومياً أمام جدار منزله يقرأ الجرائد ويشرب قهوته حيث تبدأ المسرحية بذلك المشهد حين يبدأ الرجل فى قراءة الجريدة مهتماً بالأبراج وكأنما يود أن يقول محمود دياب هنا أننا شعب لا يعتمد فى حياته سوى على الحظ ويعيش على البركة وقراءة الطالع دون عمل حساب للمستقبل ثم يلمح الرجل أثناء قراءته للطالع أنه سوف يلتقى بصديق قديم له أسمه عبد القدوس وربما يود هنا المؤلف أن يلمح بشكل رمزى من خلال إسم الصديق إلى القدس الفلسطينية وبينما الرجل منهمكاً فى قراءة الطالع وشرب القهوة إذ يتسلل إليه أحد الغرباء الذى لا يعرف عنه شيئ أسمه ولا حتى من أين جاء ثم


يكثر عدد الغرباء بتسللهم واحد بعد الآخر إلى الرجل محاولين قياس بيت الرجل والأرض الواقعة أمامه دون الحديث إليه أو حتى الإنصات له ونرى هنا المؤلف يعرض لنا تسلل الغرباء إلى الرجل واحداً بعد الأخر إلى أن يزداد عددهم ويكمل بحضور كبيرهم :
الرجل : كم عددكم .. لقد تكاثروا .. واحد ثم أثنان ثم ستة.
كم عددكم .. مئات .. ألوف .. مليون .. مليونان.
وربما أراد المؤلف أن يلمح إلى هجرة اليهود المتسللة بهدوء إلى الأرض المحتلة ليزداد عددهم وكثرتهم من أجل الإحتلال الأرض، وفجأة نجد أن هؤلاء الغرباء يشرعون فى وضع مقاييس لبيت الرجل والمنطقة الواقعة أمام المنزل كأنهم يقومون بتقسيم شيئ ما يمتلكونه كل هذا يتم فى هدوء ولا مبالاة دون الإلتفات إلى الرجل صاحب البيت إلا أن يعلنوا إلى الرجل أن هذا البيت ليس بيته فيثور الرجل ويحتج معلناً ملكيته للبيت الأمر، الذى يجعله أن يأتى بصندوق صغير به أهم أوراقه وإعلام وراثة البيت فى ساذجة متناهية ليعرضه على الغرباء، ومن وجهه نظرى أن محمود دياب قد أراد أن يؤكد من خلال ذلك الموقف مدى سذاجه هذا الرجل التى تلمح إلى سذاجه وسلبية العرب بشكل عام والفلسطينين بشكل خاص فى التفريط فى أرضهم أمام مكر ودهاء اليهود، الرجل: هذا البيت بيتى وقد جائنى ميراثاً عن أبى وجاء أبى ميراثاً عن جدى إنه بيتى وهنا يعرض المؤلف من خلال إستعراض كبير الغرباء للأوراق التى فى صندوق هذا الرجل مدى تسلل اليهود إلى الأرض المحتلة شيئاً فشيئاً وإحتلال تلك الأرض بدهاء ومكر جزءاً جزءاً وذلك من خلال إطلاع كبير الغرباء على الأوراق الرسمية للرجل تم تمزيقها، ثم تمزيق صورته هو وأمه، ثم تمزيق خطابات صديق الرجل " عبد القدوس" ثم تمزيق شهادة ميلاد إبنه ووثيقة زواجه ثم الوصول إلى غايتهم المنشودة وهو إعلام الوراثة أو حجة البيت التى تثبت ملكية الرجل لهذا البيت وكأنما يود أن يقول لنا محمود دياب كما أعتقد أن العرب قد فرطوا فى أرضهم المحتلة حالياً شبراً بعد شبر بسذاجتهم وشعاراتهم المزيفة إلى أن تمكن لليهود بعد ذلك من الإستيلاء الكامل على تلك الأرض وإحتلالها تماماً وهو ما يرمز إليه فى داخل المسرحية من خلال "إعلان الوراثة أو حجة البيت" .
يحاول المؤلف أن يزرع الأمل مرة أخرى فى نفوسنا من خلال حديث الرجل لزوجته قائلاً: لا تبكى يا سنيه .. كانوا سيصلون إلى الأوراق حتماً ولكن هل إقتلعوا هذه الشجرة... إنها لا تزال باقية جذورها ضاربة عشرات الأمتار فى الأرض.


وربما يرمز دياب بتلك الشجرة إلى أصالة العرب وإعتمادهم على تراثهم وتاريخهم القديم سواء كان دينياً أو حتى وطنياً، ولكن أيه تراث هذا وأية عراقة وأية أمل ونحن نرى شخصية (الجار) السكير الذى يمشى مترنحاً أمام الرجل صاحب البيت فى لا مبالاة متناهية دون أن يهتم بما يحدث للرجل وربما أراد هنا من وجهة نظر محمود دياب أن يلمح من خلال شخصية (الجار السكير) إلى بعض الدول العربية الشقيقة المجاورة إلى دولة فلسطين والغارقة فى بحر الملذات والعربدة دون الوقوف بشكل فعلى إلى جانب تلك القضية الفلسطينية وإن كان وقوفها ظاهراً فى شكل شعارات زائفة.
يؤكد المؤلف على أن يكون الحل لتلك المأساة هو الحل العملى والفعلى كبديل لتلك السذاجة واللامبالاة التى ظهر عليها الرجل صاحب البيت فى بدء المسرحية فهو يدرك فى النهاية أنه لابد من تغيير نفسه أولاً فبدلاً من قراءة الطالع والحظ فى الجرائد وإحتساء القهوة، يجب أن يقف مدافعاً عن بيته وزوجته بل يجب عليه أن يرسل لإبنه لكى يأتى لأنه فى حاجة إليه ولكن على أن يأتى مسلحاً حاملاً معه، بندقية : الرجل : سنتحصن بداخل البيت أنا وأنت. ستمسكين بسكين وأمسك أنا بساطور ومع أول شعاع للشمس سأبعث ببرقية للولد أقول له فيها عد إلينا فأنا وأمك والبيت بحاجة إليك ولا تنس أن تحمل معك بندقية فالغرباء كثيرون"
وكأنها دعوه للنضال وللحرب من أجل القضية الفلسطينية يريد أن يطرحها محمود دياب فى " الغرباء لا يشربون القهوة " كحل واقعى لمعالجة تلك القضية.
مسرحية النار والزيتون : للكاتب الفريد فرج
يعتبر الفريد فرج من أهم كتاب المسرح المصرى الذين تناولوا فى مسرحياتهم قضايا الوطن العربى ومشكلاته مع الإحتلال والإستعمار ومن أهم تلك المسرحيات مسرحية " سليمان الحلبى" ومسرحية " النار والزيتون" والتى يتعرض فيها للقضية الفلسطينية محاولاً وضع المبادئ ووجهات النظر لمعالجتها والوصول إلى حل قاطع فيها.
إن الفريد فرج يعرض لنا مسرحيته "النار والزيتون" من خلال شكل وإطار المسرح الوثائقى أو التسجيلى والذى يميل تجاه القضايا السياسية، وتؤكد لنا هذا صافى ناز كازم فى كتابها (من ملف مسرح الستينات) قائلة:
" وأنا لا أجزم أن هذا هو الشكل الأمثل لعرض موضوع القضية الفلسطينية، ولكننى أزعم أنه أحد الأشكال المناسبة " وأنا أتفق تماماً مع وجهه النظر هذه ويقول لنا الفريد فرج الذى يكتب تلك المسرحية عن القضية الفلسطينية.
" لابد وأن يقرأ عنها ما يساوى أو يزيد عن الذى يقدم بحثاً عنها للدكتوراه"
فهو يبدأ المسرحية من نقطة الواقع الذى لمسه بالفعل: واقع المقاومة فهو يعرض لنا تلك المسرحية بشكل يفرض نفسه بشرعية وبساله وذلك من خلال شخصية الفدائى الشاب"أبو شريف" الغارق فى عاطفيته الثورية وقد نراه وقد حملته أمه " برتقاله " ليزرعها على قبر أبيه فى الأرض المحتلة، وبالفعل يحدث هذا ولكنه لا يملك أن ينفذ تلك المهمة دون الإنفعال فى لحظة مواجهة العدو الإسرائيلى فيقوم بإلقاء قنبلة على العدو مما يؤدى إلى إصابته، وقبل أن يستشهد نجده يواجه قائده معترفاً له بخطئه فى تهوره رغم نجاحه فى تنفيذ المهمة.
أبو شريف : آخر غلطة يا صاحبى
ثم ينتهى؛ ثم يعرض لنا الفريد فرج فى مسرحيته من خلال نفس الفدائى شخصية أبو شريف حين يجعله يتصور مواجهة محتملة مع مجندة إسرائيلية ولكن من خلال الحوار يتكشف لكل من أبو شريف والمجندة الإسرائيلية أنهما كانا أصدقاء طفولة قبل أن تجبر أسرة أبو شريف على النزوح.
وهنا يعالج الفريد فرج كيف يتحول الإنسان وتختفى عذوبته بل وتضيع معالمه الإنسانية فى تلك اللحظة التى يرتضى فيها أن يلبس فيها زى العسكرية المعتدية ويصبح خائناً لوطنه ولعروبته.
ولكننا نجد الفريد فرج يهتم فقط بالتركيز على الجانب الإنسانى فى الحوار بل ويحاول أن يبين لنا أيضاً من خلال بعض الأغانى فى المسرحية مدى شراسة العدو الإسرائيلى أمام إستبسال الفدائيين الفلسطينين وذلك من خلال أغنية الضابط الإسرائيلى فى أبرع المشاهد التى يصورها لنا الفريد فرج عارضاً من خلالها مدى القهر والظلم الذى يتعرض له شعب فلسطين على يد العسكرية الإسرائيلية حيث تقول الأغنية :
الضابط : خذ يا عربى
عرضك أو أرضك أو عمرك.
من رحمة إسرائيل:
شعب الله المختار
إحنا اللى قسمنا
وانت اللى حتختار.
لقد أراد الفريد فرج من خلال تلك المسرحية " النار والزيتون" أن يعتمد على إبراز وتوضيح خط رئيسى فى أحداث مسرحيته من البداية إلى النهاية وذلك من خلال الإقناع ولحظات التنوير وإنعاش الذاكرة فى المسرحية عن طريق التركيز على فضح وتعريه أقنعة المنطق اليهودى مستخدماً فى ذلك بعض الأقوال المباشرة المقتطفة من كلمات زعماء إسرائيل وفلاسفة الصهوينية أو من خلال إستعارة واقع المحاكمات المزيفة وسجلات الأمم المتحدة الخ......
فقد حاول الفريد فرج أن يوضح مدى سيطرة الفكر الصهيونى على عقول شعب إسرائيل ووجدانه ومشاعره الإنسانية الأمر الذى يجعل مجنداً يهودياً إسرائيلياً فى السابعة عشر من عمره قادرا على قتل 43 فلاحاً عربياً دون أن تتخلل مشاعره الإنسانية ووجدانه أى نوع من الإعتبارات الإنسانية.
وفى النهاية نرى أن الفريد فرج يشعل نيران الثورة على تلك الصهيونية المعتدية وبث روح الحماس فى المقاومة الفلسطينية ونحن نذكر كلمة الأثيرة فى مسرحيته:

سليمان الحلبى حين قال : إن بلداً تدمدم فيه المقاومة ليس بلداً محتلاً بعد.
وربما يكون هذا المبدأ هو المبدأ الذى إتخذه الفريد فرج فى جميع مسرحياته التى تتناول قضايا سياسية ووطنية وهذا يتضح لنا من خط الأحداث العام فى مسرحية النار والزيتون فهو ينادى بضرورة المقاومة الفدائية للشعب الفلسطينى والثورة على إسرائيل ولكنه يحاول أن يثبت هذا

الرأى أو هذا الحل بهدوء عميق مغلفاً بإطار تسجيلى وثائقى لا يتسم بالإنفعال وإرتفاع الأصوات الصاخبة، ليؤكد لنا فى النهاية أنه لابد من إعلان الحرب والمقاومة من أجل الحصول على الأرض المقدسة وطرد الصهيونية الإسرائيلية.
أو بمعنى آخر فهو يعلن بشكل غير مباشر أنه لابد من النار من أجل الزيتون هذا هو ما أراد أن يعرضه لنا الفريد فرج من خلال مسرحيته " النار والزيتون" بشأن القضية الفلسطينية وكيفية طرحها ووضع حلاً لها
مما لا شك فيه أن لينين الرملى قد أعاد سيرة النهضة المسرحية متصاعدة الإيقاع منذ بداية القرن العشرين ليقدم كوميديا الفكر عارضاً من خلالها أهم القضايا السياسية والاجتماعية الملحة فى عصرنا هذا، ويبدو أنه كان واضعاً نصب عينه أن يصل كما وصل نعمان عاشور إلى صيغة للمسرحية الإجتماعية أو السياسية ولكن فى قالب فكرى معين؛ وحين نذكر بالحديث لينين الرملى لا يفوتنا أن نتذكر " أنت حر " " المهزوز" " وجهة نظر" " إنتهى الدرس يا غبى" " أهلا يا بكوات" " وأخيرا وليس آخراً مسرحيته الجريئة" " بالعربى الفصيح" والتى نحن بصدد دراستها فى موضوع بحثنا لمحاولة الوصول إلى بعض الأعمال المسرحية التى عالجت فى ثنايا فكرها مشكلة القضية الفلسطينة.
فنحن الآن فى لندن حيث يجتمع الطلبه العرب من كل الأقطار العربية ثم يختفى منهم طالب فلسطينى " فايز " وهم فى رحلة البحث عن هذا الفلسطينى يظهرون عجزهم وغيابهم وإختفائهم وراء شعارات جوفاء زائفة، فنحن أمام فكرة لامعه يقدمها لنا " لينين الرملى" من خلال مسرحيته أساسها مقولة مستخلصة من الواقع تؤكد أن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، وأن الإنسان الحر لا يوجد إلا فى مجتمع حر وما دامت الحرية غائبة فى كل الأقطار العربية إذن فهى غير قادرة على أن تقف بجانب شقيقتها " القضية الفلسطينية" لتمنحها حريتها المسلوبة من قبل إسرائيل.
مسرحية بالعربي الفصيح : للكاتب لينين الرملي مما لا شك فيه أن لينين الرملى قد أعاد سيرة النهضة المسرحية متصاعدة الإيقاع منذ بداية القرن العشرين ليقدم كوميديا الفكر عارضاً من خلالها أهم القضايا السياسية والاجتماعية الملحة فى عصرنا هذا، ويبدو أنه كان واضعاً نصب عينه أن يصل كما وصل نعمان عاشور إلى صيغة للمسرحية الإجتماعية أو السياسية ولكن فى قالب فكرى معين؛ وحين نذكر بالحديث لينين الرملى لا يفوتنا أن نتذكر " أنت حر " " المهزوز" " وجهة نظر" " إنتهى الدرس يا غبى" " أهلا يا بكوات" " وأخيرا وليس آخراً مسرحيته الجريئة" " بالعربى الفصيح" والتى نحن بصدد دراستها فى موضوع بحثنا لمحاولة الوصول إلى بعض الأعمال المسرحية التى عالجت فى ثنايا فكرها مشكلة القضية الفلسطينة.
فنحن الآن فى لندن حيث يجتمع الطلبه العرب من كل الأقطار العربية ثم يختفى منهم طالب فلسطينى " فايز " وهم فى رحلة البحث عن هذا الفلسطينى يظهرون عجزهم وغيابهم وإختفائهم وراء شعارات جوفاء زائفة، فنحن أمام فكرة لامعه يقدمها لنا " لينين الرملى" من خلال مسرحيته أساسها مقولة مستخلصة من الواقع تؤكد أن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا، وأن الإنسان الحر لا يوجد إلا فى مجتمع حر وما دامت الحرية غائبة فى كل الأقطار العربية إذن فهى غير قادرة على أن تقف بجانب شقيقتها " القضية الفلسطينية" لتمنحها حريتها المسلوبة من قبل إسرائيل
هذا ما يود أن يقوله لينين الرملى من خلال تلك المسرحية خاصة وأنه فى أحد مشاهد المسرحية (قصر الملذات) يوضح أو يلمح إلى غرق العرب فى الملذات والبحث عن الفساد والمجون والعربدة لدرجة أنه يتحول ذلك إلى أن يكون هدفهم الرئيسى ويتناسون القضية الرئيسية التى إجتمعوا من أجلها وهى البحث عن زميلهم الغائب (فايز) الفلسطينى وهو ما يريد أن يرمز به (لينين) فى مسرحيته بالقضية الفلسطينية ومدى إنشغال كل الأقطار العربية عنها وذلك بالغرق فى بحر الملذات.
ونحن نجد فى المسرحية أكثر من خط درامى وضعه المؤلف من أجل إبراز قضيته الأساسية " القضية الفلسطينية" فهناك مثلاً خط البعثة التليفزيونية المصرية التى إنتهزت فرصة عيد الفطر وذهبت إلى لندن لتسجيل برنامجاً للقناة الفضائية هدفه أن يثبت للعالم أن العرب لا تجمعهم الأحزان فقط كما يشاع وإنما هم أخوه أشقاء فى السراء والضراء وهناك خط حادثة الإعتداء على فايز الفلسطينى أولاً ثم على بقية الطلبة العرب فى سهره قصر الملذات، وكأنما يود أن يرمز
لينين إلى التنبؤ لباقى الأقطار العربية أنه سوف تعانى مما تعانى منه فلسطين فى مقاومتها ضد اليهود إذا إستمروا على الغرق فى تلك الملذات والشهوات.
أيضاً نجد فى داخل المسرحية خط درامى أخر وهو تمثيليه واعروبتاه التى تتحدث عن الموقف العربى من قضية فلسطين والتى يرد بها الطلبه العرب على سبيل المطبوعات التى تظهر فى أوروبا لتهاجم العرب، وهذه التمثيلية لا تتبع تكنيك المسرح فى داخل مسرح لينين الرملى ولكنها أشبه بالجملة الإعتراضية مما يؤكد براعة لينين الرملى فى تملكه من أساليب الكتابه المسرحية.
لقد أراد لينين الرملى بواقعيته الرمزية الموجودة فى المسرحية والتى وضعت العرب بأكملهم وليس فلسطين أو الفلسطينين أو حتى شخصية (فايز) الفلسطينى وضعتهم جميعاً فى قارب هلاك أو نجاه فربط مصيرهم ببعض ليصبح مصيراً واحداً مصير أمه عربية وليس قضية فلسطينية فحسب، لقد كانت نظرته عمومية شمولية ونحن عندما نقرأ تلك المسرحية يتبادر إلى ذهننا العديد من الأسئلة التى تحدث صدمة مزعجة لأزهارننا وكأننا نكتشف حقيقتنا بعد تمزق الأقنعة فنحن نسأل أنفسنا : هل نحن فعلاً أخوه أشقاء وأمه واحدة تؤمن بالمصير الواحد ؟
هل نحن جادون فعلاً فى الأخذ بأساليب التقدم لإستعاده أمجادنا القديمة ؟
هل نحن جادون فى العمل المثمر لأستعاد فلسطين ؟ هل نحن متحضرون أم متخلفون؟
هل نرتدى أقنعة فوق أقنعة لتتوه الحقيقة عنا ؟ هل هى أقنعة زائفة ؟
هل أسمائنا ليث، مغوار، سيف، صخر ، عنتر أسماء تعبر عن الفروسية أم هى تعبير عن الهمجية والدموية ؟ هناك الكثير من التساؤلات التى تطرح نفسها من خلال ما جائنا به (الرملى) فى تلك المسرحية، والتى هى من وجهه نظرى قد إختلفت عن باقى المسرحيات المصرية والعربية التى عالجت القضية الفلسطينية، فقد تناولها لينين الرملى من وجهه نظر العرب وليس اليهود فحاول أن يبرز مدى اللامبالاة والسلبية والتشقق والغرق فى بحر الملذات التى يعيشها مختفين وراء أقنعة من الشعارات الزائفة، وأعتقد أنه هناك وجه شبه بين (الغرباء لا يشربون القهوة) محمود دياب وبين (بالعربى الفصيح) لينين الرملى، وهو أن كل من مؤلفى المسرحية حاول أن يوقع اللوم على العرب فى سلبيتهم وسذاجتهم وتفريطهم فى حقوقهم الشرعية رويداً وريداً حتى
لم يستيقظوا من غفلتهم وإنشقاقهم لن يعالجوا تلك القضية الفلسطينية بل سوف تصبح كل الأقطار العربية مستقبلاً قضية فلسطينية ثانية وثالثة ورابعة....
كيف عولجت القضية الفلسطينية فى المسرح العربى:-
هناك العديد من الكتاب العرب الذين تناولوا فى أعمالهم المسرحية مأساة القضية الفلسطينية وحاولوا من خلال تلك الأعمال معالجة هذه القضية وإن إختلفوا فى شكل المعالجة درامياً نذكر منهم معين بسيسو (ثورة الزنج)، محمد الماغوط (المهرج) وأخيراً وليس آخراً "القدير" : سعد الله ونوس فى مسرحيته.
" حفلة سمر من أجل خمسة حزيران" ، " إغتصاب " ، وفيما يلى سوف نحاول التعرض لبعض هذه الأعمال بالتحليل والدراس .
مسرحية ثورة الزنج :للكاتب معين بسيسو
يعد الشاعر "معين بسيسو" من أهم ثلاثة أعمدة أقاموا المسرح الشعرى فى المسرح العربى أما الأثنان الباقيان فهم " عبد الرحمن الشرقاوى " ، "صلاح عبد الصبور" هذا ما يؤكده لنا د/ عبد القادر القط من خلال مقاله له عن مسرح " معين بسيسو" نشرت فى مجلة الإبداع/ العدد السابع يوليه 1985.
إن من مبتكراته المسرحية التى أعتمد فيها معين بسيسو على فكرة تداخل الأزمنة وإختلاط الحاضر بالماضى، ما قدمه فى مسرحيته (ثورة الزنج) وهى تقوم فى أساسها على تلك الفكرة المحورية عن تزيف التاريخ، فيصور لنا المؤلف فى المشهد الأول كيف تصنع أجهزة الإعلام الحديثة صورة مقصودة للحاضر والماضى وكيف تشكل الوقائع والشخصيات عن طريق "التيكرز" آله إستقبال الرسائل اللاسكية بالكتابة – ويصبغها بما تريد من ألوان فى داخل (غسالة) الصحيفة اليومية، لكن شخصية عبد الله بن محمد قائد ثورة الزنج فى القرن الـ 3 الهجرى تخروج من الغسالة فتتمرد على ما يراد لها من أصباغ وتأبى أن تقتل مرة ثالثة على يد وسائل الإعلام الحديثة وبعد أن قتلت مرتين من قبل على يد المعتمد بأمر الله وهكذا نرى مدى المزج بين الماضى والحاضر فى داخل المسرحية، إن معين بسيسو كفلسطينى تأكله وتشربه القضية الفلسطينية منذ بدأ أن يحمل هموم التعبير عن مجتمعه فى كتابته يعرض لنا كيف يمكن أن تتم المقايضة على الثورة بإنتحال أشباه الحلول والتى لم تكن سوى الإجهاض الفعلى للحمل، الذى حملته القضية الفلسطينية فنحن نرى فى المسرحية أن العمل يتواصل ويستمر بين المتأمرين (التيكرز والغسالة) من خلال ذلك الحوار : لابد وأن نغسل ذلك الوجه، الآن نغسله، نصبغه، ونعلقه فوق الحبل.
سنصور بعد قليل تصور من ؟
وجه فلسطينى
لا وجه فلسطينى قريب
لنؤلف ونصور وجهاً آخر .
وجهاً نرفعه كالحجر ونضرب وجه فلسطين.
والتاريخ يمد الكفين بسلة الأحجار.
ومن الحوار السابق نرى أن معين بسيسو يحاول أن يوضح مدى ما يمكن أن يقع على دولة فلسطين من قبل أجهزة الإعلام وهذا ما يؤكده لنا عندما ينتقل بنا الحوار بدخول إمرأة لا تنظر إلى (التيكرز) و (الغسالة) ولا يشعران بها وتتحدث فى مونولوج طويل عن معانتها ومرارتها ؟
أنا فى واجهة متاجرهم تلك المانيكان .. ما نيكان فلسطين.
تظهر حين يريدون وتختفى حين يريدون.
صدرى حائط ... وظهرى حائط وعليه يلصق هذا الإعلان وذلك الإعلان شريانى حبل غسيل.. أنا فى طبق .. أأكل بالشوكة والسكين.
ولكن سوف يجيئون وسيقطع هذا الحبل وتحطم هذى الغسالة وتكن هذى الآله ونحن نرى أن معين بسيسو قد حاول أن يبث فى نفوسنا من خلال ذلك المونولوج الأمل فى الإنتفاضة والمقاومة وبضرورة نجاحها عما قريب، كما أنه صور لنا من خلاله مدى العذاب والآلام التى تمر به فلسطين المحتلة من إغتصاب وإنتهاك للعرض.
بعد ذلك نرى أن المرأة تغيب ثم تعود للحركة إلى عهدها، ويعود الرجل التيكرز إلى إقتراحه بالإبتعاد عن وجه فلسطين القريب والبحث عن وجه (من مقبرة التاريخ) ليضرب به وجه فلسطين وكل الأوجه المشابهة وليكن وجهه صاحب الزنج القديم عبد الله بن محمد الثائر؟
لقد قامت الأستاذة / صافيناز كازم فى كتابها من ملف مسرح الستينيات بعقد مقارنة بين الفريد فرج ومعين بسيسو حيث قالت:
عند الفريد فرج " البطل هو القضية" فهو يكثف شحنته بخلق الإيقاع المتلاحق المتوالى المتنقل من موقع لموقع ليحدث مزج فنى بين الأحداث الجارية ومحركاتها السياسية؟ لتتولد لنا القضية والتى هى البطل عند الفريد فرج ... .
أما عند (معين بسيسو) فنجد أن المشغولية هى الثورة ؟ إستمرارها وإنطلاق فعاليتها وكيف يتم ذلك بعيداً عن الحدأة المتربصة التى تشتهى دائماً نهش لحملها لكى يجهض الميلاد كل مرة ؟
وهذا من وجهه نظرى ما حاول أن يطبقه الكاتب المسرحى الفلسطينى معين بسيسو من خلال طرحه لمعالجة فنية جديدة فى شأن القضية الفلسطينية وإن إختلف عن باقى كتاب المسرح الذين تعرضوا لمعالجة تلك القضية فى أعمالها من حيث شكل وإطار العمل المسرحى ووجهه نظر كل منهم ولكنهم إتفقوا فى المضمون وهو وضع حل لمأساة القضية الفلسطينية؟

مسرحية الإغتصاب :للكاتب سعد الله ونوس
مما لا شك فيه أن سعد الله ونوس يعد من أهم وأبرز الكتاب المسرحيين العرب والذى طالما لما أمتعنا بفكرة المبدع من خلال تلك الأعمال المسرحية والتى حاول من خلالها أن يطرح بعض القضايا الملحة فى مجتمعنا العربى، وكان على رأس تلك القضايا التى أولاها إهتمامه من خلال أعماله. القضية الفلسطينية، والجدير بالذكر أن سعد الله ونوس كانت له وجهتين مختلفة تماما كل منهما عن الأخرى بشأن تلك القضية ففى مسرحيته " حفلة سمر من أجل خمسة حزيران" نجده يطرح القضية الفلسطينية من وجهه نظر فردية تماماً وهى وجهة النظر العربية الفلسطينية ثم يأتى متناقضاً مع نفسه عندما غير وجهه نظره حين شرع فى كتابه مسرحيته الإغتصاب فحاول طرح القضية الفلسطينية فيها والصراع العربى الإسرائيلى من وجهتى نظر حيث نجد فى مسرحية إغتصاب مساحتان متصارعتان، مساحة للفلسطينين وأخرى للإسرائيلين والصراع عنهما هو جوهر المسرحية ورسالتها، وأعتقد أن السبب فى إختلاف وجهات النظر وتناقض رأيه الذى طرحه بشأن مأساة القضية الفلسطينية هى المساحة الزمنية التى مرت بين كتابته لنص مسرحية (حفلة سمر من أجل خمسة حزيران) ومسرحيته (الإغتصاب) بما فى هذه المساحة الزمنية من تغيرات وتطورات على الصعيد العربى الإسرائيلى وبما نتج عن هذه التطورات السياسية من إختلاف فى علاقة وطبيعة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من أجل هذا كان سعد الله ونوس مسايراً للأحداث السياسية راصداً لحركات التطور فى تلك العلاقة المريرة التى مازالت قائمة حتى الآن وما زالت تمر بتغيرات مفاجئة آخرها مقتل رئيس الوزراء الإسرائيلى وإغتياله على يد اليهود (إسحق رابين).
ونحن إذا نظرنا إلى مسرحية إغتصاب سوف نجد أنها تطرح تصوراً لهذا الصراع القائم بين فلسطين وإسرائيل ويتضح ذلك من سياق الحوار منذ الوهلة الأولى .
دلال : الأرض لا تتسع لنا ولهم ... الأرض أضيق من القبر .. إما نحن وإما هم.
كما أننا نرى فى حوار الفارعه : حين أخبرته عن إبنته غسلنا بالشتائم تغسيلاً هى وأنا معها، خاف أن تسبب له متاعب مع السلطات، نحن نجد هذه المرأة الصغيرة أنتزعت من حياتها الجديدة لترى زوجها بين أيدى الجلادين الذين يتناوبون إغتصابها ويندفع أحدهم ليقطع لحمها قطعاً .
وفى نفس الوقت نرى إسماعيل فى المرحلة الأخيرة من مراحل التعذيب الوحشى الذى تعرض له، فأفقده رجولته ثم أودى بحياته.
ولعلنا لو إنتقلنا للمشهد الأخير من المسرحية ورأينا هذا الحوار المتخيل بين الدكتور إبراهام منوحين وبين المؤلف سعد الله ونوس وذلك للتعرف على فكر المسرحية، فنحن نجد أن سعد الله ونوس يرى أن هذا الدكتور يهودى وليس صهيونياً وهو لا يقر العنف الكامن فى جوهر الدولة وأساس وجودها ونظراً لتلك الآراء فقد أودعه اليهود مصحه للأمراض العقلية، ونحن نرى أن ونوس قد وضع على لسان دكتور إبراهام منوحين بعض كلمات أرميا أحد أنبياء بنى إسرائيل .
ونحن إذا نظرنا للمستوى الثانى من المسرحية والذى يرتبط بالمستوى الأول وبدونهما لا يحدث الصراع الذى ينشده (ونوس) نجد شخصيتى ما ئير وساره فنجد أن ثمة ثأراً عاطفياً يحمله رئيس العمل لمنافسه الذى أنتزع منه حبيبته وهو ينتقم من أبنه بأن يعمل على تحطيمه ويتضح ذلك من خلال الحوار التالى سارة : كان مائير يفكر بأن حلمنا لا يحققه إلا جيل مفعم بالوجد والطهارة كان يقول ينبغى أن نكون روحاً شفافة كالفجر صلبه كالنصل كى تكتمل المعجزة... معجزة إسرائيل.
لكننا نكتشف أن مايئر هذا هو الذى يطلق النار على إسحق ويقتله حين تمرد ورفض الإستمرار فى حضور حفلات النشوة، بل وتتقبل أم إسحق أن أبنها كان ثمرة فاسدة قطفها مايئر.
وتكتمل الصورة فى المساحة الثانية حيث لا يزال الفكر الصهيونى السائد هو فكر الآباء (مائير وسارة) وأبناء " الصابرا " هم من يضعونه موضع التنفيذ ويقومون على حمايته ومن لا يقر أساليبهم فى العمل يعزل فى مصحه أمراض عقلية (إبراهام منوحين) وأما من يفضح حقيقة هذا الفكر وتلك الممارسات فهو يقتل دون مراجعة أو إبطاء.
هكذا كان يناقش سعد الله ونوس فكرة الصراع العربى الإسرائيلى من مستويين ووجهتين نظر، ويرى الأستاذ/ فاروق عبد القادر فى مقالته التى نشرها فى مقدمة النص المسرحى إغتصاب أنها شبيهه بمسرحية الكاتب الأسبانى المعروف بويرو باييخو " القصة المزدودة للدكتور بالمى" والتى نشرت ترجمة د/صلاح فضل فى سلسلة المسرح العالمى 1974.
فهو يرى أن ونوس قد أخذ من " القصة المزدوجة" حكاية العجز الجنسى الذى يعانيه البطل ودوافعه كما أخذ أيضاً عنه العلاقة القائمة بين أم البطل من ناحية ورئيسه فى العمل من الناحية الأخرى كما أخذ عنه كذلك السمة الرئيسية للدكتور بالمى ذاته وهى أنه رافض لما يحدث ومعادٍ له.
لكن أهم ما أضافه (ونوس) وما أدى إلى أن يصبح للمسرحية مضمون أكثر من أنها صرخة ضد التعذيب السياسى والذى توقعه نظم الحكم، كما أن ونوس حاول أن يعرض أن تلك الضفتين ليستا مقطوعتى الصلة ففى قلب كل منهما نجد أمتدادات للأخرى وهو ما يطرحه من خلال شخصية الدكتور إبراهام منوحين من ناحية وتأتى فى داخل النص الإشارة إلى الإمتدادات الصهيونية فى داخل النظم العربية من الناحية الأخرى.
هكذا عالج سعد الله ونوس القضية الفلسطينية ولكنه إختلف عن سائر الكتاب العرب فى تلك المعالجة التى وضع لها مستويين فكريين هما المستوى اليهودى والصهيونى والمستوى العربى الإسرائيلى وقد ربط فى براعة متناهية بين كل منهما لكى يتم الصراع فى المسرحية.
هكذا كانت رحلة بحثنا وراء موقع القضية الفلسطينية من مسرحنا المصرى والعربى من خلال عرض بعض أعمال الكتاب المصريين والعرب الذين حاولوا معالجة تلك القضية من خلال آراءهم وأفكارهم التى تنوعت وإختلفت من حيث التناول.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القضية الفلسطينية في المسرح المصري والعربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسرح العربي في سوريا (4) سلسلة محاضرات في المسرح العربي
» القضية الاجتماعية في مسرح أرثر ميللر
» المسرح في لبنان
» المسرح التحريضي في أمريكا
» قراءة في المسرح اليهودي )(1)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دراسات مسرحية متخصصة :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: